للكاتب الصحفي / حسن البيتي
بعام 2017 وبعد نهاية السنة الدراسية الثانية لي بالجامعة كنت أبحث عن دورات في مجال الإدارة واللغة الانجليزية لها ارتباط بتخصصي “الإعلام”، فوقع بالي على مواقع كثيرة تسهم في ذلك، وعلى سبيل التجربة موقع إدراك الأردني التابع لمؤسسة الملكة رانيا … استفدت منه الكثير حيث يقدم دورات معتمدة من الجامعات الأردنية، و كذا المجلس الثقافي البريطاني لتعليم اللغة الانجليزية، وبفضل الله قمت بتطبيق كل تعلمته على أرض الواقع، وكان مشروع أكابرس أحدى نتائجها.
ليس هو الوحيد ولكنه من أفضل تلك المواقع، فإذا كان وقتنا الراهن هو عصر التقنية وسرعة الاتصالات، والمعلومات الرقمية، فذلك يتطلَب من الجامعات والمعاهد في أن ترتقي بتعليمها إلى مرحلة التقنية لا البعد المكاني الثابت فحسب.
فلو أتينا على ذكر مثال آخر للجامعات، تجد أن أعرق جامعة عالمية “جامعة الأزهر” قد فتحت باب العلم عبر الأنترنت للتخصصات الإنسانية عموماً، والشرعية على وجه الخصوص، وتلك مبادرة تأتي في ظل تطور الأنترنت وانتقال المعاملات المالية من حيث السداد لرسوم الدراسة عبر الأنترنت.
ولكن أن أردت تعليم برسوم مخفضة تصحبها منح دراسية، فقد فتحت جامعة الناس الأمريكية أبوابها لذلك في ثلاث تخصصات: العلوم الصحية – إدارة أعمال – علوم الحاسب، حيث تمنح درجة بكالوريوس، ومشارك (تعادل دبلوم عالي لمدة سنتين)، و افتتحت مؤخراً ماجستير إدارة أعمال، حيث تعد شهاداتها معتمدة من قبل وزارة التعليم في الولايات المتحدة، ومجلس اعتماد التعليم العالي (CHEA),، ولجنة اعتماد التعليم عن بعد (DEAC)، و مكتب كاليفورنيا الخاص للتعليم ما بعد الثانوية (BPPE).
و أن أردت الاستزادة في مجال تخصصك فعليك بـــ “ملتقى الدارين” المصرح به حكومياً في مصر، فهو يوفر دورات مجانية في تخصصك من قبل أساتذة من مختلف الوطن العربي، حيث تقدم لك الدورات باللغة العربية، و أن أردت ذلك باللغة الانجليزية فعليك بموقع “خان أكاديمي”.
قد تريد مع ذلك شهادة معتمدة وبلغات أخرى، فتوجه حينها لمواقع مثل: (كورسيرا – Edx – Udacity – MIT) حيث يمنحونك الشهادات المعتمدة من الجامعات والمعاهد العالمية المرموقة بين سعر رمزي والمجان.
وهناك شركات عملاقة مثل مايكروسوفت وجوجل فتحت كذلك أبوابها للتعليم في مجال الحاسب الآلي والإنترنت، لتكون ذلك جزء من مسؤوليتها الاجتماعية تجاه المجتمع الرقمي.
ولو استطردتُ في ذكر ما حولنا من المراكز التعليمية المرموقة والمعتمدة لما وسعنا هذا المقال بأسطره، لكن التعليم مفتوح وحد الاستزادة مسموح به، فهو يناسب الدول الفقيرة والغنية على حد سواء، فيوفر المطلوب بأقل التكاليف و أرخصها، فإذا كانت العرب تقول: اطلب العلم ولو في الصين، فنحن سنقول: اطلب العلم ولو في البيت.