الميزانية التشغيلية للنادي نصف مليون ريال يمني سنوياً، ودعم النادي يتم بالتشارك مع جهات أخرى
مستعدون لإقامة الشراكة مع كل المؤسسات والمنظمات التي تعنى برعاية الشباب وتلامس برامج نادي روابي الخير
بنات الجامعة شاركن في العمل التطوعي من خلال “منتدى إنجاز التطوعي” عقب أحداث 2015
أجرى الحوار الصحفي: حسن محمد البيتي
لطالما وجد الكثيرون من الطلاب المتخرجين من المرحلة الثانوية متاهة نحو طريق الجامعة، فلا يعرفون ماذا سيواجههم من تحديات وتغييرات في حياتهم الأكاديمية، فالبعض يلجأ إلى الاستشارة بخبير في ذلك، والآخر يقتحم الموجة دون مبالاة بالعواقب في حال تعثره بالدراسة الجامعية، وبين هذا وذلك تظل فئة ثالثة من الطلاب على وعي تام بما سيواجهونه، فاستعانوا لأجل ذلك بالدورات التدريبية التي تقدمها لهم الجمعيات والمؤسسات تحت عدة إطارات، منها: “التأهيل والتدريب” ومنها “الأندية الطلابية”، حيث برزت تلك الأخيرة مؤخراً لكنها خطوة تستحق الاهتمام، حيث كان من أبرزها “نادي متطوعون” و “نادي روابي الخير الإبداعي”، وكلا الناديين يعد من أشهر الأندية في شرق اليمن، وهما انبثاق عن مؤسسات تحمل نفس اسم الأندية، وكان تسليط الضوء من أكابرس على نادي روابي الخير الابداعي، فهو وفق تعريف المؤسسة المنبثق عنها “نادي علمي إبداعي يحتضن نخبة من طلاب الثانوية العامة، ويقدم لهم دورات تنموية وإدارية وإعلامية ومهارية، ويبني شخصياتهم بناءً علمياً ومهارياً، ويصنع منهم قادة في تخصصاتهم، ويربطهم بكل جديد في العلم والإبداع والتنمية، وينفذ لهم العديد من البرامج التقنية، والإبداعية، والترفيهية، ويبث فيهم ثقافة العمل الطوعي، وحب القراءة والمطالعة، وإتقان أسس البحث العلمي”.
ويشمل النادي فريقين: فريق بناء القادة والمبدعين، وفريق إنجاز التطوعي، وللمزيد حول هذا النادي وآخر مستجداته، كان لمنصة أكابرس الشرف بأن تقابل مشرف هذا النادي وهو د. عبدالله عبيد باحفي – المدير التنفيذي لمؤسسة روابي الخير التنموية والتي يقع مقرها بمحافظة حضرموت – شرق اليمن.
ضيفنا من طراز تربوي معروف في الأوساط اليمنية، وذلك من خلال تدريسه بأرقى ثانويات اليمن وهي “ثانوية المكلا النموذجية” وعمله كمدير تنفيذي منذ 2010م و حتى الآن لأقوى المؤسسات الناشطة في مجال التنمية والفاعلة بالشراكة مع أشهر المنظمات العالمية كاليونيسف.
د. باحفي من مواليد وادي العين بمحافظة حضرموت سنة 1973م، حاصلاً على شهادة الدكتوراه في النحو والصرف من جامعة النيلين بالسودان سنة 2017م.
درس مقرر اللغة العربية بالمراحل الأساسية والثانوية والجامعية لثماني مؤسسات تعليمية، وهو عضو فاعل في الجمعية العمومية لمجلس تنسيق منظمات المجتمع المدني بساحل حضرموت بين 2010م -2018م، و لديه عضوية بالأكاديمية العالمية لإعادة الاتزان البشري في لندن سنة 2014م.
يهوى ضيفنا القراءة وقرض الشعر، وكتابة القصص والمقالات، كما يتضح ذلك جلياً من مسيرته العملية كرئيس لصحيفة أصداء الخير المنبثقة عن المؤسسة التي يديرها.
ومن أبرز الدروع والشهادات التكريمية التي منحت له، كانت من قبل منظمة أوكسفام البريطانية، وذلك بمعية كل من محافظ حضرموت، ومجلس تنسيق منظمات المجتمع المدني بحضرموت سنة 2012م، وذلك لدور مؤسسته في إنجاح برنامج تطوير مهارات الشباب والفتيات حرفياً ومهنياً، ودمجهم في سوق العمل.
بدأ حديثنا الصحفي مع الضيف حول مقدمة تعريفية عن تأسيس و فكرة إنشاء “نادي روابي الخير الإبداعي”، وعدد أعضائه سنوياً، حيث أوضح د. باحفي أن انطلاق النادي كان بعام 2011م، وهو نادي إبداعي تنموي تحفيزي يضم نخبة من الطلاب من خريجي الثانوية العامة، والقسم العلمي على وجه التحديد، وهو يعمل على شكل أكاديمية حيث يعرِّفهم بتخصصاتهم الجامعية، ويستضيف نخبة من الأساتذة والمهندسين والأطباء والمخترعين ليعرفوا الطلاب على سيرهم الذاتية، وطريقة اختيار التخصص، وتجاربهم في غمار التخصص أو الدراسة الجامعية، والغربة خارج الوطن لنيل الشهادة الجامعية، وكان عدد أعضائه تسعة طلاب في البداية، ثم وصل بعد ذلك إلى 25 عضواً.
أكابرس: ما هي إنجازات النادي التي حققها في طريق تيسير فهم المرحلة الجامعية لدى الطلاب؟
د. باحفي: كان أفضل برنامج في 2010م – 2011م هو تعريف الطلاب بالتخصصات من خلال استضافة نخبة من ذوي التخصصات المختلفة، للتعريف بالتخصصات ومجالات العمل فيها، لأن قضية اختيار التخصص لدى أبنائنا هو همٌ بحد ذاته، لأن البعض يكتشف أنه اختار التخصص الخاطئ من خلال عدم الرغبة بالعمل به في المستقبل، ونحن نحاول أن نعالج هذا الموضوع.
وقمنا هنا بالتدارك بسؤال عن ماهية التحقق من مدى تحقق الإنجازات، فقد أفاد د. باحفي أن ذلك يتم من خلال أمرين؛ فالأول من خلال زيارة الطلاب المبتعثين إلى الخارج وقد كانوا أعضاء بالنادي حيث نستمع إلى مدى استفادتهم من برامج النادي في حياتهم الجامعية وميولاتهم، وكذلك نقوم باستضافتهم كنخبة في لقاء مع الأعضاء الجدد بحيث تتوضح الأفكار ويتلاقى الشباب حيث يعطوا أفكار أكثر مما قد يعطيهم من هو أكبر سناً منهم. وقد ذكر لنا نموذج من الطلاب الذين أشادوا بالنادي و روجوا له في كلماتهم أمام الأخرين.
أكابرس: ما حجم الميزانية التي تنفق على النادي سنوياً، وكم عدد البرامج، ومدة التدريب؟
د. باحفي: لو نظرنا للميزانية فهي قليلة بالكم، لكنها كثيرة بالتشارك، فنحن لا نبقي النادي تحت إمرة روابي الخير، بل نحاول أن نجد متطوعين في دعم النادي من جميع الجهات، فكان ذلك بدء من أكبر داعم للنادي من الشخصيات وهو المهندس هاني باجعاله – رحمه الله، وله لسمات كبيرة مع الشباب، وكذلك عندنا شركاء كمؤسسة حضرموت للاختراع، و مدربين أخرين متطوعين، ولكن من ناحية النفقة السنوية على النادي فتصل إلى نصف مليون ريال يمني سنوياً.
أما مدة التدريب فترتبط بالفترة التي يقضيها الطلاب بعد تخرجهم من الثانوية العامة، وذلك قبل دخولهم الجامعة، وغالباً ما تكون تسعة إلى عشرة أشهر، ويكون التدريب كل يوم سبت من كل أسبوع، لوجود تفرغ لدى الطلاب وعدم ارتباطهم بدورات في معاهد خاصة، فيكون يوم السبت عبارة عن أكاديمية من الساعة الرابعة مساء إلى الثامنة مساء، وفي الغالب يتخلل هذا اليوم دورتين.
وبرامجنا منوعة، ما بين دبلوم في مهارات التنمية البشرية، ودبلوم في التربية، ومحاضرات سواء كانت علمية أو دينية أو توعوية، وأكبر برنامج هو التعريف بالتخصصات العلمية، وذلك باستضافة المعنيين، وكذلك بالإضافة إلى الرحلات، وكتابة المقال.
أكابرس: هل تجرون زيارة للثانويات في سبيل التعريف بأنشطة النادي والدعوة للالتحاق به؟
د. باحفي: كانت أنشطة النادي في بدايته خاصة بطلبة ثانوية المكلا النموذجية، لكن بعد عام 2011م قمنا بزيارات لبعض ثانويات مدينة المكلا؛ كثانوية ابن شهاب، وثانوية ابن سيناء، وثانوية الشاطئ، وكلها ثانويات للبنين، إذ أن نشاط النادي ما زال حكراً على الأولاد، وأيضاً نعرّف بالنادي من خلال أيقونات المؤسسة على وسائل التواصل الاجتماعي أو الموقع الرسمي للمؤسسة.
ومع ظهور أندية أخرى كنادي متطوعون كان لابد من التعرف على موقف المؤسسة في التعامل تجاه المستجدات، سواء بالتكامل أو البقاء على استقلالية عملها، حيث أبدى د. باحفي استعدادهم لإقامة الشراكة مع كل المؤسسات والمنظمات التي تعنى برعاية الشباب وتلامس برامج نادي روابي الخير، فلا مانع من التعددية لأنها تساعد على استيعاب المزيد من الشباب في ظل المقاعد المحدودة التي يوفرها النادي والتي تقارب الخمسين، و أن يكون لها انتشار بكافة مديريات حضرموت، كما ينبغي أن يُجعل للبنات دور كبير في كافة برامج وأنشطة المؤسسات والأندية.
أكابرس: ما هي الانشطة التي يقوم بها كل من فريق بناء القادة والمبدعين و فريق إنجاز التطوعي؟
د. باحفي: هو بالأساس كان هناك فريقين، لكن تحول في السنين الأخيرة إلى منتديين أو ناديين، فنادي إنجاز التطوعي يضم طالبات المرحلة الجامعية، وارتبط دور النادي بالفترة التي توقفت فيها الدراسة الجامعية بفعل سيطرة تنظيم القاعدة على مدينة المكلا عام 2015م، مما اضطر أولئك الطالبات للجلوس معنا من أجل عرض أفكار تخدم العمل التطوعي، مما جعلنا ننشئ هذا الفريق، وقمنا بإعطائهن تدريبات في مجال التنمية البشرية، ومن خلال هذا الفريق المؤلف من عدة تخصصات جامعية مختلفة قمنا بتنفيذ العديد من الدورات والبرامج التطوعية، سواء للأيتام، وغيرهم، وفي الأخير استقل هذا الفريق بتشكيلته عن مؤسسة روابي الخير التنموية ليصبح “منتدى إنجاز التطوعي”.
وأما عن فريق بناء القادة والمبدعين فقد استمر العمل فيه حتى 2015م، ثم توقف نظراً لتفرغي لتحضير رسالة الدكتوراه بجمهورية السودان، وعدم وجود من يشرف على الفريق حال غيابي تلك الفترة، وللدعم المالي دورٌ في توقف عمل الفريق، لكن نتطلع لاستئناف انطلاق هذا الفريق مع العام الدراسي القادم.
وهنا خطر على بالنا سؤال حول إذا ما وجدت المؤسسة أية لفتة من الحكومة، سواء ممثلة بوزارة الشباب والرياضة، أو وزارة التربية والتعليم، فكان جواب د. باحفي بالتأسف على عدم وجود ذلك، لكن التعاون الحكومي من أجل إنجاح الأنشطة اقتصر على التنسيق مع مدراء أربعة ثانويات بمدينة المكلا، أما الجامعة فيستفاد من صالتها الرياضية في تنفيذ الأنشطة الرياضية الخاصة بالنادي.
وفي ختام اللقاء وجه د. باحفي عبر أكابرس كلمة ختامية لخريجي الثانوية في ما يتعلق بتحديد ميولاتهم الإبداعية، وتخصصاتهم العلمية
أنصح أبنائنا الخريجين أولاً باختيار تخصصهم بأنفسهم، وأن يعرف نقاط الضعف والقوة لديه، ثم يختار تخصصه، ولا ينتظر من الآخرين أن يحددوا له تخصصه، حتى لا يكتشف عند تخرجه أنه اختار التخصص الذي لا يرغب فيه.
وما يعينه على هذا الأمر أن يلتقي برواد في التخصص الذي يريده، ويسألهم عنه ويستفيد من مخرجات الشباب الذين تخرجوا من هذا التخصص.
وأما الجانب الآخر والمهم وهو إبداعات الشباب وميولاتهم فلم نستثمرها بعد، سواء في المناهج الدراسية، أو الدولة بمؤسساتها التعليمية، أو منظمات المجتمع المدني، فأنا أنصح الشباب ألا يتركوا مواهبهم وإبداعاتهم تذهب أدراج الرياح، ويحاولوا قدر الإمكان أن يستثمرونها، لأن هناك سنوات معينة إذا انقضت لا يستطيع الشاب أن يتدارك ما فاته من مواهب وإبداعات، وعليه أن يطرق كل باب من أجل تنمية هذه الإبداعات وتحفيزه.
وفي ختام المقابلة وجهت أسرة أكابرس شكرها للدكتور عبدالله باحفي على سعة الاستضافة ورحابة الصدر في قبول إجراء الحديث الصحفي معه، كما أشاد د. باحفي بجهود الشبكة في إبراز الجهود الخيرة للنادي، ولا سيما أن أحدى منتسبي النادي هو من أسرة الشبكة الذي أجرى هذا الحديث الصحفي لإيصال صوت المؤسسة والنادي للجهات المعنية لكي يساهموا في دعم برامج رعاية الشباب وخريجي الثانويات العامة خصوصاً.