كيف السبيل إلى الخلاص من المعاناة؟
في الاستبانة التي وجهت لطلاب اليمن المبتعثين في بعض دول العالم، فقد توجه هؤلاء العشرون طالباً والذين يمولون من جهات غير حكومية بالنصح لمن يريدون الحصول على بعثة دراسية للخارج في ظل الظروف الراهنة في اليمن بالبحث عن منح دراسية ممولة بالكامل، سواء من جهات حكومية أو أهلية “أجنبية”، كذلك الإلمام بشروط الدراسة والجد والمثابرة، وإتقان اللغة الإنجليزية، وكل ما من شأنه أن يجعل الطالب يدرس دون تعثر ويحصل على المنحة بكل سهولة.
ولتسليط الضوء على الحلول فقد أجرت الصحيفة مراسلات مع بعض الطلاب من دول الابتعاث ممن شملتهم الاستبانة، وتحدثت لديهم عن أجواء الابتعاث
تحدث إلينا طارق العمودي، وهو طالب مبتعث على حساب الحكومة التركية، يدرس هندسة كيميائية، حيث أكد بأنه يتم توفير راتب شهري للطالب، بالإضافة للسكن وتأمين صحي، وهذا يعتبر شبه كافي لاحتياجات الطالب على حد وصفه.
وبالذهاب إلى ماليزيا، يحدثنا الطالب هشام السويس عن أجواء بعثته الدراسية، فهو يدرس هندسة مالية على حساب مؤسسة حضرموت للتنمية البشرية، حيث أشار بتوفر مصروف كافي للطالب يغطي بها جميع احتياجاته من مأكل ومشرب وسكن وغيره، حيث يتم مناولته ذلك المصروف بنفسه، وهو المتصرف فيه، حيث يبلغ مقدار المصروف للشهر (2000رنقت = 500 دولار)
وفي مصر، يحدثنا الطالب سالم عمر الغرابي عن مستجدات منحته الدراسية بنفس سياق زميله هشام السويس، حيث يستكمل البكالوريوس في الملاحة مع الحصول على شهادة ضابط بحري ثان.
أما الطلاب الذين يدرسون على نفقة الحكومة اليمنية فقد تشابهت ردودهم إلى حد ما مع أقرانهم الآخرين، فمن الهند فارس السعتوت، وهو طالب في تخصص كيمياء حيوية طبية لدرجة الدكتوراه، حيث وجه السعتوت رسالة لمن يريد الابتعاث بأن يكون لديه علم ببلد الدراسة مسبقاً، ولدية لغة علمية كافية حتى يتسنى له التحصيل الجيد، وقال: أنصحهم بالتريث لأن عدم تسليم المستحقات والتي تصل إلى ثمانية أشهر شيء كارثي ولا يطاق، ويولد الأحباط، وتم تسجيل كثير من حالات الانتحار نتيجة للظروف المادية الصعبة.
وتختتم أكابرس مقابلاتها مع الطلاب بهشام الورد من الصين، المتخصص في مجال الكيمياء الحيوية، حيث أفاد بأنه لم يتم توفير الأجواء المناسبة للابتعاث، بل أن المسؤولين على الابتعاث يشعرون الطالب بأنهم ضده وبعضهم يحاول عرقلة الابتعاث بتعمد تأخير المعاملات الخاصة بالابتعاث، مما يضطر ببعض الطلاب للسفر دون إكمال المعاملة ويبحث عن وكيل ليكمل المعاملة، وهنا تبدأ معاناة أخرى، ويشعر الطالب بالضياع لأنه لم يكمل معاملته ولم يتم صرف مستحقاته، وإن أكمل معاملته بالداخل يبدأ مشوار جديد بمعاناة مع الملحقية الثقافية وهكذا تستمر معاناة الطالب، مما يدفعه للبحث عن فرصة عمل كي يعيل بها نفسه وأسرته في اليمن، ومن هنا يبدأ مستوى التحصيل الدراسي للطالب بالانخفاض، حتى أن بعض الطلاب الحاصلين على عمل تخلوا عن دراستهم للأسف.
ويشاطر الورد بقية الزملاء في ضرورة وجود تمويل كافي للمنحة، ويفضل أن تكون منحة غير حكومية.