حظيت المستجدات والظواهر البيئية عموما والتغيرات المناخية خصوصا، باهتمام متزايد من العلماء والباحثين اليوم لما لها من مؤثرات ومخاطر على حياة البشرية ، بل وعلى مستقبل الحياة على الأرض ! إذ تشير الدراسات إلى أن ظهور أثار تغير المناخ عالميا وإقليمياً بدت مع نهاية القرن العشرين، وأن تأثيراتها سوف تزداد قبل منتصف القرن الحالي. ولعل الواقع وما يشهده اليوم يؤكد حدوث مخاطر ومؤثرات تلك الظواهر البيئية في كثير من ارجاء العالم. الا أن دراسة تلك الظواهر والمستجدات وعلاقتها بالدين الإسلامي من منظور علم فقه التحولات ومكوناته ، لم تحظ بعد بالدراسة العلمية الوافية. وعليه تأتي هذه الدراسة بهدف ابراز العلاقة بين المستجدات والظواهر البيئية المعاصرة ، من خلال ظاهرة التغيرات المناخية وعلم فقه التحولات، انطلاقا من حديث الرسول ” لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا…. الحديث” . وبمنهجية وصفية تحليلية أظهرت الدراسة أهمية الربط بين تلك التنبؤات النبوية المحنية من خلال حديث الرسول الآنف الذكر، والظواهر والمستجدات البيئية من خلال مشكلة التغيرات المناخية. وتوصلت الدراسة الى جملة من النتائج والتوصيات منها: أن التغيرات المناخية ومظاهرها أصبحت حقيقة علمية بدأت مؤشراتها ومؤثراتها على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي تظهر بمختلف أرجاء العالم، وأن هناك دراسات علمية متخصصة أكدت أن أرض العرب كانت مروجا، ويمكن أن تعود وفقاً لمؤشرات التغيرات المناخية وتأثيراتها في المنطقة العربية التي أكدتها البيانات الصادرة عن الهيئة الحكومية للتغيرات المناخية (IPCC) والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) ، والتي أكدت أيضا أن تلك المؤثرات (من أمطار وفيضانات) يمكن أن تكون أكثر اتساعا ووضوحا مما تبينه الافتراضات الحالية وأسوأ مما هو متوقع ! وتوصلت الدراسة الى جملة توصيات من أهمها حث الباحثين على الربط بين المعرفة والعقيدة لإعادة اللحمة بينهما وبما يخدم ترسيخ القيم والعقيدة الإسلامية في شرعيتها ووسطيتها ، واجراء دراسات تربط بين علم فقه التحولات بوصفه علما مستجدا ، وما تواجهه الحياة البشرية من مستجدات و تغيرات نتج عنها مزيدا من المشكلات البيئية التي تهدد الحياة على الأرض.