حاصلة على الترقيم الدولي للمجلات الدورية ISSN برقم 6697-3006

لماذا لم يعودوا؟

بينما كنت أتصفح الفيس بوك، وجدت أحدى طلاب الجامعات اليمنية ناشراً: هل تعرفون جريمة تكون عقوبتها النفي من اليمن؟

ذلك حال الطلاب من داخل اليمن، أما خارجها فأتذكر هنا بعض الزملاء تخرجوا من جامعات سعودية، وجامعات كندية، وعلى كل حال مبارك لهم التخرج، وعندما تقول لبعضهم: عود حميد للبلاد والأهل, يقول لك: ذا حنا خلصنا الشوط الاول!

إذن ماذا بقي بعد ذلك الشوط؟ بكل تأكيد ستقولون الشوط الثاني، لكن مع هؤلاء فهناك أشواط وضربات ترجيح بسبب ما تعانيه اليمن من أزمة الحرب الدائرة منذ 2015.

حيث يسعى جزء منهم لإكمال دراسته العليا، وهذا يرى أن استغلال وقته لطلب العلم خير له من متابعة مونديال اليمن الذي لم ينتهي حتى الآن حسمه، ولكن هناك فئة أخرى وصلت إليها الأزمة فتأثرت، وهؤلاء من أبناء الطبقة الكادحة الذين تغربوا لطلب العلم، ثم تحولوا لعمّال في المهجر فور تخرجهم نتيجة لأوضاع المعيشة الصعبة التي يمر بها أهلهم في اليمن.

أما الفريق الثالث فهو الباحث عن وطن يلوذ بحماه ويعيش في ظل الولاء له، وهؤلاء نجدهم غالباً من المبتعثين إلى البلاد الغربية التي تتيح الحصول على الجنسية مقابل شروط معينة.

ومع هؤلاء الثلاثة … تغيب العقول النيرة عن النهضة بالبلد لأن الكل انشغل بحاله وحال أهله، وتناسى الجميع هدف أسمى للابتعاث، وهو جلب كفاءات قادرة على إعادة بناء البلد بعد حاله التي يعانيها.

لكن كيف لهم أن يعودوا في ظل حكومة تدعم الفاشلين، وتقضي على الناجحين؟

كيف لهم أن يعودوا وهناك عصابات الموت والإرهاب تدمر بلدهم في ظل انعدام الأمن ببعض المناطق؟

لكن في المقابل، أليس على الطالب المغترب الذي لم يعد لوطنه أن يخطط لتلك العودة ولو بعد حين، باذلاً الأسباب المادية والمعنوية التي تعينه على النهوض ببلده بعد توفيق الله تعالى؟

لكن بين الحكومة والطلاب مجتمعٌ يجب أن يعرف مسؤوليته، ويساعد أبناءه في التمكين على الأرض، يد بيد لنهضة البلاد والعباد.

كاتب

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 − 8 =