حاصلة على الترقيم الدولي للمجلات الدورية ISSN برقم 6697-3006

يوم العلم (قصيدة)

 

الشاعر اليمني القدير/ عبدالله البردوني

 

ماذا يقول الشعر ؟ كيف يرنّم ؟ هتف الجمال : فكيف يشدو الملهم
ماذا يغنّي الشعر ؟ كيف يهيم في هذا الجمال ؟ و أين أين يهوّم ؟
في كلّ متّجه ربيع راقص و بكلّ جو ألف فجر يبسم
يا سكرة ابن الشعر هذا يومه نغم يبعثره السنى و يلملم
يوم تلاقيه المدارس و المنى سكرى كما لاقى الحبيبة مغرم
يوم يكاد الصمت يهدر بالغنا فيه و يرتجل النشيد الأبكم
يوم يرنّحه الهنا و له … غد أهنا و أحفل بالجمال و أنغم

***

يا وثبة ” اليمن السعيد ” تيقّظت شبّابة و سمت كما يتوسّم
ماذا يرى ” اليمن ” الحبيب تحقّقت أسمى مناه و جلّ ما يتوهّم
فتحت تباشير الصباح جفونه فانشقّ مرقده وهبّ النوم
و أفاق و الإصرار ملء عيونه غضبان يكسر قيده و يدمدم
و مضى على ومض الحياة شبابه يقظان يسبح في الشعاع و يحلم

***

و أطلّ ” يوم العلم ” يرفل في السنى و كأنّه بفم الحياة … ترنّم
يوم تلقّنه المدارس نشأها درسا يعلّمه الحياة و يلهم
و يردّد التاريخ ذكراه و في : شفتيه منه تساؤل و تبسّم
يوم أغنّيه و يسكر جوّه نغمي فيسكر من حلاوته الفم

***

وقف الشباب إلى الشباب و كلّهم ثقة وفخر بالبطولة مفعم
في مهرجان العلم رفّ شبابه كالزهر يهمس بالشذى و يتمتم
و تألّق المتعلّمون … كأنّهم فيه الأشعّة و السما و الأنجم

***

يا فتية اليمن الأشمّ و حلمه ثمر النبوغ أمامكم فتقدّموا
و تقحّموا خطر الطريق إلى العلا فخطورة الشبّان أن يتقحّموا
وابنوا بكفّ العلم علياكم فما تبنيه كفّ العلم لا يتهدّم
و تساءلوا من نحن ؟ ما تاريخنا ؟ و تعلّموا منه الطموح و علّموا

***

هذي البلاد و أنتم من قلبها فلذ و أنتم ساعداها أنتم
فثبوا كما تثب الحياة قويّة إنّ الشباب توثّب و تقدّم
لا يهتدي بالعلم إلاّ نيّر بهج البصيرة بالعلوم متيّم
و فتى يحسّ الشعب فيه لأنّه من جسمه في كلّ جارحة دم
يشقى ليسعد أمّه أو عالما عطر الرسالة حرقة و تألّم
فتفهّموا ما خلف كلّ تستّر إنّ الحقيقة دربه و تفهّم
قد يلبس اللّصّ اعفاف و يكتسي ثوب النبيّ منافق أو مجرم
ميت يكفّن بالطلاء ضميره و يفوح رغم طلائه ما يكتم

***

ما أعجب الإنسان هذا ملؤه خير و هذا الشرّ فيه مجسّم !
لا يستوي الإنسان هذا قلبه حجر و هذا شمعه تتضرّم
هذا فلان في حشاه بلبل يشدو و هذا فيه يزأر ضيغم
ما أغرب الدنيا على أحضانها عرس يغنّيها و يبكي مأتم !
بيت يموت الفأر خلف جداره جوعا و بيت بالموائد متخم
ويد منعّمة تنوء … بمالها و يظلّ يلثمها و يعطي المعدم

***

فمتى يرى الإنسان دنيا غضّة سمحا فلا ظلم و لا متظلّم ؟
يا إخوتي نشء المدارس يومكم بكر البلاد فكرّموه تكرّموا
و تفهّموا سفر الحياة فكلّها سفر ودرس و الزمان معلذم
ماذا أقول لكم و تحت عيونكم ما يعقل الوعي الكريم و يفهم ؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

85 − = 75