حاصلة على الترقيم الدولي للمجلات الدورية ISSN برقم 6697-3006

الشخصيات “16”

قد يتبادر لذهن البعض أن عنوان المقال مأخوذ من مسلسل قيل فيه ” ستة عشر رجلاً ماتوا من أجل الصندوق”

لكن أخي الكريم وأختي الكريمة، لا مانع أن تتعرفوا على هذه الشخصيات أن كان ببالكم ذلك، المهم أن تتريثوا وتأخذوا نفس عميق قبل القراءة.
كانت العرب تعتمد على الأبراج في تحليل شخصية الإنسان، فكل شخص يولد له برج خاص به، على سبيل المثال ولِدتُ في شهر ديسمبر حيث يعرف برجي بذلك الشهر ببرج الجدي، ولا داعي لذكر خصائص صاحبه، وهذه البروج قديمة قبل ظهور الإسلام.
وتطور العلم النظري الذي أخذه العرب من الإغريق واليونانيين في تحليل الشخصيات عبر الأبراج، ثم حولوه إلى علم شرعي عُرِفَ بـــ “علم الفراسة” وهي التعرف على خصائص الإنسان وسلوكياته من خلال ملامحه الخارجية (التعرف على الخلق الباطن من خلال الخلق الظاهر).
ومما يدل على شرعيته آية وحديث، فقد روى الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اتقوا فراسة المؤمن؛ فإنه ينظر بنور الله) ، ثم قرأ: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ} سورة الحجر – آية 75. قال مجاهد في تفسيره (للمتوسمين) أي: المتفرسين.
وعن أنس رضي الله عنه مرفوعاً: (إن لله عباداً يعرفون الناس بالتوسم) رواه الطبراني والقضاعي والواحدي .
وقد ألف الإمام ابن القيم الجوزية – رحمه الله – كتاب اسمه “الفراسة” كعلم، مورداً فيه بعض مواقف العرب المتفرسين منذ صدر الإسلام.
واستمر علم الفراسة يتطور حتى عصر الحضارة الإسلامية الذهبية، ومع مجي النهضة الأوروبية التي استمدت علومها من الحضارة الإسلامية، قام الأوروبيون بتطوير علم “تحليل الشخصيات” بحيث يصبح كل إنسان قادراً على تحليل شخصه بنفسه، وهذا من خصال التحليل بالأبراج، وأضافوا إليها علم الفراسة، وذلك باستكشاف رغبات الإنسان وميولاته الطبيعية ليحللوا بها شخصيته، وهذا من خصال التحليل بالفراسة، فاجتمع بهذا العلمين علم ثالث شرعياً كذلك، وهو علم النفس التحليلي، حيث انبثق من مدرستين، المدرسة الأولى هي مدرسة العالم السويسري كارل جوستاف يونغ – رائد علم النفس التحليلي، حيث قسم الأشخاص (1919) وفق مراحل معينة: الأولى: منفتح على العالم (Extroverts)- منطوي على نفسه (Introverts) ثم المرحلة الثانية: الوظائف المعرفية (الحكم أو الإدراك).
ثم جاءت عالمة النفس الأمريكية كاثرين كوك بريغز وابنتها إيزابيل في عشرينيات القرن الماضي لتطوير نظرية يونغ عبر إعطاء مفاتيح أحرف تصف شخصية معينة، فبرز لنا ما يعرف بـــــ MBTI سنة 1962، والذي عرف باختبار “الشخصيات 16” ونسبة مصداقية هذا الاختبار وصلت وفق محللين نفسانيين إلى 85%
الاختبار يتألف من قرابة 40 سؤال، حول الميولات الإنسانية الطبيعية، وتكون لتلك النتائج الصادرة عن الاختبار دوراً في التعرف على الشخصية وميولاتها العلمية والعملية.

آن الان أن نتعرف على الـــــ 16 وهم:

هذه باختصار حكاية الـــــــ 16 شخصية واستمرارها لوقتنا الحالي في كل الأجيال الراحلة والقادمة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

+ 85 = 92