أكثر من 40 ألف كتاب ورقي و80 ألف رقمي بمكتبة المسجد
المكتبة تشمل 70 مجالاً في مختلف كتبها وبلغات عدة وللجنسين
تقرير/ إبراهيم الحجيلي
Xpu66@hotmail.com
العلم هو الركيزة الأساسية لبناء المستقبل، والدين هو النظام التنظيمي لسير الحياة بالطرق المثلى بعيداً عن التجاوزات؛ فعندما يجتمع العلم مع الدين فإن ذلك يشكل قوة عظمى، يستطيع من خلالها المجتمع أن يرقى بمستوياته المعيشية، وأخلاقه السامية، وهذا ما يكون عند إنشاء مكتبات متعددة العلوم، وشارحة للدين ومفسرة له، ومثال على ذلك مكتبة المسجد النبوي.
تعتبر مكتبة المسجد النبوي الشريف من أشهر المكتبات الدينية العلمية لارتباطها بالموقع الجغرافي لها، وهو المسجد النبوي الشريف، بالإضافة لما لها من مكانة مهمة وبالغة في تحصيلات الدارسين، والباحثين، والمهتمين، وغيرهم من زوار ومرتادي هذه المكتبة. تأسست مكتبة المسجد النبوي عام 1352هـ، في أحدى قاعات المسجد النبوي، ثم توسعت بعد ذلك ، وتم تطويرها لتشمل ثلاث قاعات في الطابق الثاني من ذات المسجد، وتحتوي المكتبة على 43 ألف كتاب، مقسمة على 71 تصنيفاً، مترجمة إلى 36 لغة مختلف. تشمل المكتبة على قسمين مستقلين، قسم خاص بفئة الرجال، والأخرى بفئة النساء حيث أن كل قسم منهما يقدم خدماته بطرق متميزة تواكب التطورات العلمية المعلوماتية التي تساعد بدورها على تزويد المستفيدين – بمختلف مستوياتهم العمرية والعلمية – بما يحتاجونه من معلومات دينية، وعلمية، وغيرها من العلوم الأخرى المستقلة. |
كما أن مكتبة المسجد النبوي تقدم خدمات متعددة ومميزة لزائريها، كخدمات النسخ بشتى أنواعه، سواء للمخطوطات، أو الكتب، أو المراجع اللازمة للطلبة، أو الدراسات المختلفة، أو رسائل الماجستير، وأطروحات الدكتوراة، وتوفر كذلك الكتب التي يحتاجها الزائر في أي موضوع يريده، وبأسرع طريقة ممكنة بدون تأخير، بالإضافة إلى وجود قاعات مخصصة للمؤلفات المختصة بالعلوم المختلفة، الدينية والعلمية؛ كما يُضاف إلى خدماتها وجود أجهزة تصفح رقمية، حيث أن مكتبة المسجد النبوي الرقمية تحتوي على 82 الف كتاب، ويندرج ضمن خدماتها وجود قسم للاستماع الصوتي، حيث أن هذا القسم غني بالمعلومات الصوتية في السنة النبوية، والفتاوى، واجتهادات العلماء ، وغيرها من المحاضرات، والخطب الخاصة بالحرمين الشريفين، ويضاف إلى مميزات المكتبة المتعددة، وجود وحدات متخصصة بكبار السن، والأطفال .
وتقوم المكتبة كذلك بتقديم هدايا ترحيبية للزائرين والأطفال، ومن تلك الهدايا أشرطة السي دي، وفواصل للكتب، وصوتيات لشرح متن الآجرومية، بالإضافة إلى العديد من الهدايا الرمزية المختلفة.
كما تقوم مكتبة المسجد النبوي الشريف بإطلاق برامج مختلفة ومتنوعة؛ مثل يوم اللغة العربية، وفن الخط العربي، وبرامج تعليمية دينية يحاضر فيها عدد من العلماء الأجلاء في المجسد النبوي الشريف، وهذا ما جعل من المكتبة مزاراً، وقبلة لكل المطلعين، والقراء، وغيرهم من أولئك المقيمين في أرض المملكة، أو الوافدين والباحثين عن العلم من أقطار العالم العربي والإسلامي، أو حتى الأعاجم، لما تتمتع به المكتبة من مؤلفات بشتى اللغات.
تشغل المكتبة حالياً موقعاً مرموقاً بين مكتبات الوطن العربي ككل، وليس فقط مكتبات المملكة، لما لها من أهمية مطلقة في توفير المعلومات اللازمة للأبحاث والدراسات في العالم الإسلامي، وتعتبر مرجعاً ثقافياً وفكرياً، وشاهدٌ على حقيقة الدين الإسلامي وتعاليمه، وكُتبه.