لطالما سمعنا عبارات براقة يطلقها أشخاص ينظر إليهم على أنهم ملهمون، هل سمعت ذات مرة في أحدى جلساتهم يقولون لك: تخيل أن الواقع وأن الأمر سيصير كذا وكذا، ومن خيال إلى خيال، وسط محاولة لمحاكاة النماذج الغربية في تطوير العقول، إلا أن الواقع عكس ذلك، فالأمر يبدأ بدردشة شبه علمية، لينتهي بالتوت المعروف (شهادة TOT في مجال التنمية البشرية).
هذه الشهادة تندرج في إطار إعداد المدربين، ليصيروا مؤهلين لتدريب الآخرين في مجال تخصصهم، تحت مسمى التنمية البشرية، وحتى لا نجفو في حق الملهمين كثير، فنحن نقر بأهمية التنمية البشرية لكن على الوجه المطلوب.
دورات التنمية البشرية تنقسم على قسمين هما: التطوير المهني، والبرمجة اللغوية العصبية، أما الأول فيأتي عن طريق الدراسة العلمية بالجامعات إلى جانب الخبرات العملية، والثاني عبر دورات متخصصة في ذلك المجال.
ومع هذا فمطلوب من المدرب أن يتمتع بمهارات التدريب والتي من أجلها أوجدت شهادة TOT، وشهادة PCT في مجال إعداد المدربين ليكونوا مؤهلين للتدريب في مجالاتهم من خلال استيعاب المتدربين وتصميم المادة التدريسية وما إلى هنالك من الأمور الأخرى.
لكن واقع الملهمين شيئاً آخر؛ فهم يفتقدون إلى الأساس العلمي للتدريب على التنمية البشرية، هذا مع وجود حملات لبيع شهاداتها بأسعار رخيصة لمن يريد تقوية سيرته الذاتية، حتى وأن لم تحصل الشهادة على اعتماد حكومي أو دولي.
وغياب الجهات الرقابية في بعض الدول أسهم في وجود هؤلاء الملهمين بكثرة في ظاهرة لافتة مسيئة لعلوم عديدة من أبرزها: علم النفس بفروعه، وعلوم أخرى، حيث ينظر لها من جهة الملهمين بكل ما يخطر على البال دون حساب مسبق لما يقولونه.
في الأخير .. أود أن ألفت نظر القارئ إلى أن مثل هذه الأمور يمكن تعلمها من مصادرها المعتمدة على الإنترنت ومجاناً مع الشهادات، في ظل وجود خبراء في هذا المجال، كل ما علينا فعله هو البحث عنهم لا عن شهادة التوت التي باتت للملهمين طعاماً يحصلون عليه من جيوب المتدربين.